الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

رسالة القواعد











القواعد الأربع

الْقَاعِدَةُ الأوُلَى:

(مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ قَبْلَ الإقْدَامِ عَلَى الْفِعْلِ أَو الْقَوْلِ)

فَالأَمْرُ الْجَامِعُ وَالْقَوْلُ الْهَامِعُ والسَّيْفُ الْقَاطِعُ فِىِ طَرِيِقِىَ للهِ تَعَالَى، أَنَّ الْعَاقِلَ الَّذِىِ يُرِيِدُ نَجَاةَ نَفْسِهِ مِنْ جَمِيِعِ الْمَهَالِكِ، وَيُحِبُّ أَنْ يُدْخِلَهُ الله فِىِ سِلْكِ الْمُقَرَّبِيِنَ فِىِ جَمِيِعِ الْمَسَالِكِ؛ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ فِىِ أَمْرٍ مِنْ أُمُوُرِهِ قَوْلاً أَوْ فِعْلاً؛ فَلْيَعْلَمْ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لا بُدَّ أَنْ يُوُقِفَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَيَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ الأَمْرَ، فَلْيُعِدَّ الْجَوَابَ لِسُؤالِ الْحَقَّ تَعَالَى قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ فِىِ ذَلِكَ الأَمْرِ .

فَإِنْ رَأَى الْجَوَابَ صَوَاباً وَسَدَاداً يَرْتَضِيِهُ الْحَقُّ - تَعَالَى- وَيَقْبَلُهُ مِنْهُ؛ فَلْيَدْخُلْ فِىِ ذَلِكَ الأَمْرِ؛ فَعَاقِبَتُهُ مَحْمُوُدَةٌ دُنْيَا وَأُخْرَى. أَمَّا إِنْ رَأَى أَنَّ ذَلِكَ الْجَوَابَ لايَقْبَلُهُ الْحَقُّ - تَعَالَى - مِنْهُ وَلا يَرْتَضِيِهُ، فَلْيَشْرُدْ مِنْ ذَلِكَ الأَمْرِ -أَىِّ أَمْرٍ كَانَ؛ فَإِنَّهُ وَبَالٌ عَلَيْهِ إِنْ هُوَ دَخَلَ فِيِهِ.

وَهَذِهِ الْقَاعِدَةُ هِىَ أَسَاسُ الأَعْمَالِ كُلِّهَا وَالأَقْوَالِ. فَمَنْ تَحَقَّقَ بِهَا وَرَسَخَ فِيِهَا، كَانَتْ أَحْوَالُهُ كُلُّهَا مَبْنِيَّةٌ عَلَى السَّدَادِ ظَاهِراً وَبَاطِناً، لا يَدْخُلُهَا خَلَلٌ بِوَجْهٍ مِن الْوُجُوُهِ؛ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ النَّبِىِّ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوُا، وَزِنُوُهَا قَبْلَ أَنْ تُوُزَنَ عَلَيْكُمْ]




الْقَاعِدَةُ الثَّانِيَةُ:




(اْبْتِغَاءُ وَجْهِ الله فِى كُلِّ قَوْلٍ وَعَمَلٍ)




أَلَّا يَفْعَلَ فِعْلاً وَلا يَقُوُلَ قَوْلاً حَتَّى يَقْصِدَ بِهِ وَجَهَ اللهِ تَعَالَى. فَإِنْ صَحَّ فِيِهِ الْقَصْدُ لِوَجْهِ اللهِ - تعالى - ، وَغَسَلَ قَلْبَهُ مِنْ كُلِّ شَائِبَةٍ لِغَبْرِ اللهِ وَرَسَخَ فِىِ هَذِهِ الْقَاعِدَةِ قَلْبُهُ، صَارَ لا يَتَكَلَّمُ وَلَا يَفْعَلُ فِعْلاً إِلَّا عَنْ تَثَبُّتٍ وَتَأَنٍّ، وَصَارَتْ أَعْمَالُهُ كُلُّهَا خَالِصَةٌ لا مُخَالَطَةَ فِيِهَا بِوَجْهٍ مِن الْوُجُوُهِ. وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ خَالِقِنَا - جَلَّ وَعَلا - لِرَسُوُلِهِ الأَعْظَمِ، وَحَبِيِبِهِ الأكْرَمِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: {وَاْصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِيِنَ يَدْعُوُنَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيِدُوُنَ وَجْهَهُ} : أَىْ لا غَيْرَهُ، فِىِ جَمِيِعِ أُمُوُرِهِمْ. وَقَالَ - عَزَّ وَجَلَّ -: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى* إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى}




القاعدة الثَّالِثَةُ:


(الرَّحْمَةُ)



أَنْ يُوَطِّنَ قَلْبَهْ عَلَى الرَّحْمَةِ لِجَمِيعِ الْمُسْلِمِيِنَ ، كَبِيِرِهِمْ وَصَغِيِرِهِمْ، وَيُعْطِيَهُمْ حَقَّ الإِسْلامِ مِنَ التَّعْظِيِمِ وَالتَّوْقِيِرِ وَالرَّحْمَةِ. فَإِنْ رَسَخَ فِىِ هَذِهِ الْقَاعِدَةِ وَاسْتَقَامَ فِيِهَا قَلْبُهُ؛ أَفَاضَ اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ أَنْوارَ الرَّحْمَةِ الإلَهِيَّةِ، وَأذَاقَهُ حَلاوَتَهَا ، فَنَالَ مِن الإِرْثِ النَّبَوِىِّ حَظَّاً وَافِراً عَظِيِمَاً مِنْ قَوْلِ اللهِ - عز وجل - : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِيِنَ} ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ رَسُوُلِ اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : [إِنَّ للهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : ثَلاثَ حُرُمَاتٍ، فَمَنْ حَفِظَهُنَّ؛ حَفِظَ اللهُ عَلَيْهِ أَمْرَ دِيِنِهِ وَدُنْيَاهُ، وَمَن لَمْ يَحْفَظْهُنَّ، لَمْ يَحْفَظْ لَهْ شَيْئاً: حُرْمَةَ الْإِسْلَامِ، وَحُرْمَتِىِ، وَحُرَمَةَ رَحِمِىِ]. وَفِىِ هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُ النَّبِىِّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَبِى بَكْرٍ: [لَا تَحْقِرَنَّ أَحَدَاً مِن الْمُسْلِمِيِنَ؛ فَإِنَّ صَغِيِرَ الْمُسْلِمِيِنَ عِنْدَ اللهِ كَبِيِرٌ]



القاعدة الرَّابِعَةُ


(مَكَارِمُ الْأَخْلاقِ)




مَكَارِمُ الْأَخْلاقِ الَّتِىِ بُعِثَ رَسُوُلُ اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِتَمَامِهَا، وَهُوَ قَوْلُ النَّبِىِّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : [إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلاقِ]، وَهَذِهِ الْقَاعِدَةُ هِىَ زُبْدَةُ الدِّيِنِ. وَحَقِيِقَتُهَا أَنْ يَكُوُنَ الْعَبْدَ هَيِّنَاً لَيِّنَاً مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ وَعَبْدِهِ وَمَعَ جَمِيِعِ الْمُسْلِمِيِن؛ قَالَ رَسُوُلُ اللهِ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : [أَهْلُ الْجَنَّةِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيِبٍ، وَأَهْلُ النَّارِ كُلُّ شَدِيِدٍ قَبَعْثَرَى. قَالُوُا: وَمَا قَبَعْثَرَى يَا رَسُوُلَ اللهِ؟ قَالَ: الشَّدِيِدُ عَلَى الأهْلِ، الشَّدِيِدُ عَلَى الصَّاحِبِ، الشَّدِيِدُ عَلَى الْعَشِيِرَةِ].

وَقَالَ مَوْلانَا الْعَظِيِمُ: {وَقُوُلُوُا لِلنَّاسِ حُسْنَاً} أَىْ لا قُبْحَاً. وَقَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - : {وَقُلْ لِعِبادِى يَقُوُلُوُا الَّتِىِ هِىَ أَحْسَنُ} ، وَالأَحْسَنُ هُوَ الَّذِىِ جَمَعَ الْحُسْنَ وَزِيَادَةً. وَبِالْجُمْلَةِ، فَالَّذِىِ تُحِبُّ أَنْ يُوَاجِهَكَ النَّاسُ بِهِ، مِن الْكَلامِ الطَّيِّبِ وَالْقَوْلِ الْحَسَنِ وَالْفِعْلِ الَجَمِيِلِ، فَافْعَلْهُ مَعَ خَلْقِ اللهِ - تَعَالَى، وَمَا تَكْرَهُ أَنْ يُعَامِلَكَ الْعِبَادُ بِهِ مِن الْكَلامِ الْخَبِيِثِ وَالْقَوْلِ الْقَبِيِحِ وَالْفِعْلِ الْكَرِيِهِ، فَاتْرُكْهُ.

فَإِنَّ اللهَ يُعُامِلُ الْعَبْدَ بِوَصْفِهِ وَخُلُقِهِ الَّذِىِ يُعَامِلُ الْخَلْقَ بِهِ؛ فَإِنَّ الْمُجَازَاةَ عَلَى الْوَصْفِ بِالْوَصْفِ: {سَيَجْزِيَهُمْ وَصْفَهُمْ جَزَاءً وِفَاقَاً}، فَمَنْ كَانَ لِلْخَلْقِ جَنَّةً وَرَحْمَةً - ظِلاً ظَلِيِلاً يَسْتَرِيِحُوُنَ فِيِهِ، كَانَ اللهُ لَهُ كَذَلِكَ. فَمَنْ أَكْرَمَ عَبْدَاً لِمُرَاعَاةِ سَيِّدِهِ؛ فَإِنَّمَا أَكْرَمَ السَّيِّدَ. وَكَذَلِكَ جَاءَ فِى الحَدِيِثِ القُدُسِيِّ عّن الله عَزَّ وَجَلَّ أّنَّهُ يَقُوُلُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ القِيَامَةِ: جُعْتُ فَلَمْ تُطْعِمْــنِى، وَاسْتَسْقَــيْتـُكَ فَلَمْ تَسْقِــِنى، وَمَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِى. فَيَقُوُلُ العَبْدُ: كَيْفَ تَجْوعُ وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ، وَكَيْفَ تَمْرَضُ وَأنْتَ رَبُّ العـــَالَمِينَ، وَكَيْفَ تَسْتَسْقِى وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ؟ فَيَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُفَسِّراً لِذَلِكَ: [أَمَا إِنَّهُ جَاعَ عَبْدِى فُلانٌ، فَلَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِىَ، وَاسْتَسْقَاكَ عَبْدِىَ فُلانٌ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِىَ، وَمَرِضَ عَبْدِىَ فُلانٌ؛ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِىَ عِنْدَهُ] مُفَسِّرَاً سُبْحَانَهُ نَفْسَهُ فِى قَوْلِهِ: جُعْتُ، وَمَرِضْتُ، وَاسْتَسْقَــيْتـُكَ: بِقَوْلِهِ جَاعَ عَبْدِى فُلانٌ، وَمَرِضَ عَبْدِىَ فُلانٌ، وَاسْتَسْقَاكَ عَبْدِىَ فُلانٌ. فَمُعَامَلَةُ الْعَبْدِ لِمُلاحَظَةِ سَيِّدِهِ هِىَ مُعَامَلَةُ السَّيِّدِ بِلا شَكٍّ. فَمَنْ رَسَخَ قَدَمُهُ فِى هَذَا الْمَقَامِ، صَارَتْ مُعَامَلَتُهُ مَعَ الْحَقِّ جَلَّ جَلالـُهُ فِى كُلِّ شَيْءٍ، فَلا يُرَاقِبُ غَيْرَ اللهِ تَعَالَى. وَمَجْمَعُ مَكَارِمِ الأَخْلاقِ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى وَمَعَ عِبَادِهِ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَكْرِمُوا اللهَ أَنْ يَرَى مِنْكُمْ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ وَهْوَ ألَّا يَرَاكَ سُبْحَانَهُ حَيْثُ نَهَاكَ، وَلا يَفْقِدُكَ حَيْثُ أَمَرَكَ. وَالأمْرُ الَّذِى يَبْعَثُ الْعَبْدَ عَلَى الْحَيَاءِ مِن اللهِ تَعَالَى، هُوَ أَنْ يَعْلَمَ عِلْمَ حُضُوُرٍ، أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيِبٌ، وَعَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيِدٌ، وَهُوُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاعْلَمُوُا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِىِ أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوُهُ}؛ فَإِذَا شَغَلَ الْعَبْدُ قَلْبَهُ بِهَذِهِ الْمُرَاقَبَةِ، وَاسْتَعْمَلَهَا حَتَّى اعْتَادَهَا وَأَلِفَهَا، لَزِمَهُ الْحَيَاءُ مِن اللهِ تَعَالَى أَنْ يَقُوُلَ قَوْلاً أَوْ يَفْعَلَ فِعْلاً لا يَرْضَاهُ اللَّهُ وَلا يَلِيِقُ بِجَلالِهِ وَهُوَ حَاضِرُ الْقـَـلْبِ {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْنُم}، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى مَعَهُ نَاظِرٌ إِلَيْهِ. فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَزْنِىَ مَثَلاً أَوْ يَسْرِقَ وَالنَّاسُ نَاظِرُوُنَ إِلَيْهِ لا يَقْدِرُ أَنْ يُقْدِمَ عَلَى ذَلِكَ مَعَ عِلْمِهِ بِنَظَرِ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَسْتـَقـْبِحُ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِه وَيَسْتَـقْبِحُهُ. فَإِذَا كَانَ الْحَالُ هَكَذَا مَعَ الْمَخْلُوُقِ الَّذِىِ لا يَمْلِكُ ضَرَّاً وَلا نَفْعَاً، وَالْحَامِلُ لَهُ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ أَنْ يَسْقُطَ مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ وَيَحُطَّ قَدْرَهُ عِنْدَهُم. وَلا شَكَّ أَنَّهُ إِذَا كَانَ حَاضِرَ الْقَلْبِ عِنْدَ الشُّرُوُعِ فِى الْفِعْلِ الَّذِى لا يَرْضَاهُ اللَّهُ تَعَالَى تَرَكَ ذَلِكَ الْفِعْلَ قَطْعَاً. وَهَذَا قَوْلُ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى الإحْسَانِ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ. فَمَنْ كَانَ بِهَذِهِ الْحَالَةِ لَزِمَهُ أَنْ يُحْسِنَ تِلْكَ الْعِبَادَةَ وَيُتـْقِنَهَا عَلَى قَدْرِ عِلْمِهِ أَنَّ اللَّهَ نَاظِرٌ إِلَيْهِ. وَباللَّهِ التَّوْفِيِقُ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِى كُلِّ لَمْحَةٍ وَنَفَسٍ عَدَدَ مَا وَسِعَهُ عِلُمُ اللَّهِ. انتهى عن السيد أحمد بن إدريس رحمه الله ونفعنا بعلمه


ليست هناك تعليقات: